تقنية

نهاية عصرالكمبيوتر الشخصي

يتغير العالم سريعاً في مجال التقنية وتكنولوجيا المعلومات، حيث بات الكمبيوتر التقليدي، سواء المحمول أو المكتبي، يتجه للاختفاء التدريجي بعد أن شهد انتشاراً هائلاً ورواجاً واسعاً خلال العقدين الماضيين، لكن الواضح أن المستقبل سيكون للكمبيوترات اللوحية والهواتف الذكية بدلاً من هذه الأجهزة.

وأعلنت شركة “توشيبا” العالمية أنها تخلت بشكل كامل عن صناعة الكمبيوترات التقليدية، سواء المحمولة أو المكتبية، وخرجت من هذا السوق نهائياً، لتكون بذلك أول شركة تخرج من هذا السوق بعد أن كانت من أوائل الذين دخلوه في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

ويتجه المستخدمون في العالم بصورة متزايدة نحو الكمبيوترات اللوحية أو الهواتف المحمولة الذكية وهي أجهزة أصبحت تشكل بديلاً قوياً عن الكمبيوترات التقليدية سواء في مجال الأعمال والشركات أو في مجال الترفيه والتسلية والاستخدامات الشخصية واليومية المتعددة.

ونقل موقع “جيزمودو” المتخصص بأخبار التكنولوجيا عن شركة “توشيبا” العملاقة قولها أنها “نقلت حصتها المتبقية في أعمال الكمبيوتر الشخصي إلى شركة شارب” حيث باعت أكثر من 80 في المئة من حصتها في وحدة الأعمال، وأعاد المالكون الجدد تسميتها لتصبح “Dynabook” وأصبح هذا الاسم هو البديل للكمبيوترات المحمولة الجديدة التي تنتجها الوحدة التي كانت مملوكة لشركة “توشيبا”.

وأضافت “توشيبا” إنه “نتيجة لعملية البيع هذه فقد أصبحت (داينابوك) شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة شارب”.

وبهذه التطورات فإن “توشيبا” تكون قد غادرت سوق الكمبيوترات المحمولة والكمبيوتر الشخصي بعد أكثر من ثلاثة عقود في هذا المجال، بحسب تقرير “جيزمودو.

وكانت “توشيبا” أنتجت أول كمبيوتر محمول في عام 1985 وهو “T1100” ويعتبر أحد أجهزة الكمبيوتر التي غذت نمو صناعة الكمبيوتر المحمول، حيث تضمن مجموعة ميزات أساسية كان من شأنها أن تحدد المعيار لأجهزة الكمبيوتر الشخصية على مدار العقدين التاليين لإنتاجه.

ومن بين الميزات التي تضمنها الجهاز بطاريات داخلية قابلة لإعادة الشحن وشاشة “LCD” ومحرك أقراص مرنة مقاس 3.5 بوصة، كما أنه كان متوافقاً مع نظام “IBM” الشخصي الذي شكل علامة بارزة في عالم الكمبيوتر لسنوات طويلة لاحقة.

وبحسب تقرير “جيزمودو” فإن العديد من المديرين التنفيذيين في ثمانينيات القرن الماضي كانوا يشكون في نجاح فكرة الكمبيوتر المحمول، حيث كانت الكمبيوترات الموجودة في العالم ضخمة الحجم وكان الكمبيوتر المحمول مجرد فكرة، وهو ما أدى إلى أن يواجه المشروع العديد من العقبات بما فيها نقص التمويل وكذلك كيفية تضمينه بمحرك الأقراص المرنة لكن تم تجاوز هذه العقبات في نهاية المطاف.

يشار إلى أن البيانات المتعلقة بسوق الكمبيوتر في العالم تشير إلى أن “توشيبا” كانت تتصدر السوق خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي وخلال أغلب العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وغالبا ما كان يتم تصنيفها بين أفضل خمسة بائعي أجهزة كمبيوتر في العالم، لكن مبيعاتها بدأت تتراجع لاحقاً إلى أن وصلت إلى التخلي عن وحدة إنتاج الكمبيوترات المحمولة، حيث باعت غالبية القسم لشركة “شارب” في العام 2018 مقابل 36 مليون دولار أمريكي