
لقاء سابق مع الأستاذ جاسم بن محمد الانصاري عام 2006م .
يتشرف موقع رحيمة بأستضافتكم على الموقع و ذلك لكونكم علم من أعلام مدينة رحيمة و من المؤسسين للحركة التعليمية فيها، و قد أتخذكم الكثير من باب المدينة مثال قدوة يحتذى به، و كنتم منبرا” صداحا” للمعرفة و العلم و أنار دروب الكثير و وجه و دعم الغالبية العظمى من الشباب الذين يحتلون الآن مناصب مرموقة بالدولة، و ما زالوا يشهدون مواقفكم و جهودكم الحثيثة التي ساندتهم و زرعت في نفوسهم حب العلم و العمل و المثابرة .

أستاذنا العزيز : حياتكم الزاخرة و المليئة بالأحداث و المواقف و العبر نتمنى أن يطّلع عليها شبابنا الحالي ليتعرف على جهود و أعمال الأوائل من أبناء رحيمة البررة ليقتدي بهم و يتخذهم نبراسا” مشرقا” لحياتهم القادمة …. لذا نرجوا منكم التفضل و الإجابة على الأسئلة الآتية مشكورا” :
البطاقة الشخصية
الأسم : جاسم محمد الانصاري
تاريخ المولد : 1-7-1353 هـ
مكان المولد : قرية دارين
الحالة الأجتماعية : متزوج
عدد الأبناء : (6) ولدين و أربع بنات
كما نعلم أنكم من الأسر الأوائل الذين سكنوا مدينة رحيمة، ففي أي عام كان ذلك تقريبا”؟
سكنت مدينة رحيمة منتقلا” من قرية دارين في عام 1374 هـ .
و هل تتذكرون ملامح مدينة رحيمة في ذلك الوقت ؟
نعم … كانت مكونة من بيـــــــوت الصفيح ( الشينكو ) تسمى الصنـــــــادق في المنطقة الواقعة غرب الإمارة و المنطقة الجنوبية ( حي المقاولين ) إلى جانب مساكن لموظفي أرامكو يطلق عليها ( لينات ) شرق الإمارة، كما قامت أيضا” شركة أرامكو ببناء بيوت خاصة لتأجيرها على موظفيها .
هل تتذكر العائلات التي اقامت فيها ؟
من العائلات التي سكنتها في ذلك الوقت بعض العائلات المنتقلة من دارين و منها عائلة خليفة البنعلي و أبو شريفة و الهارون و بعض العائلات المنتقلة من الجبيل منها عائلة عثمان المبارك و بعض عوائل ألبوعينين و الخاطر إلى جانب بعض الأسر القادمة من نجد و منها عائلة التويجري و الباحسين و من حائل عائلة الفالح و العارضي و هناك أسر من الحجاز و الجنوب و عوائل آخرى لا يمكنني حصرها .

و ما هي أول وظيفة تقلدتموها ؟ و في أي عام ؟ و ما هو تدرجكم الوظيفي ؟
أول وظيفة كانت كاتب لمعتمدية الأحساء عام 1372 هـ ثم مدرس في تاروت عام 1373 هـ إلى عام 1377 هـ ثم وكيل مدرسة في أم الساهك عامي 1377 هـ 1379 هـ ثم مدير الإبتدائية الثانية ( عمر بن عبدالعزيز ) برحيمة من عام 1380 هـ إلى عام 1386 هـ. ثم مدير مدرسة رحيمة المتوسطة النموذجية من عام 1386 هـ إلى عام 1400 هـ ثم مدير مدرسة رحيمة الثانوية من عام 1401 هـ إلى عام 1411 هـ. ثم مدير مدرسة أبتدائية أبو دجانة لعامي 1411 هـ و 1412 هـ حتى التقاعد في عام 1413 هـ.
تخرج تحت رعايتكم الكثير من الطلبة و لكن هناك طلبة متميزون و متفوقون، هل ما زلت تتذكرهم ؟ ومن هم ؟
نعم … لقد تخرج الكثير من الطلبة من جميع مراحل التعليم الإبتدائي و المتوسط و الثانوي و تميز منهم الكثير، ولا أستطيع أن أتذكر و لكن هناك طلبة متميزون أذكر منهم الكتور جميل الجشي و الدكتور إبراهيم القحطاني و سالم عايض القحطاني و الدكتور عبدالله عابد شيخ .

و ما هي أهم الذكريات التي ما زلت تحملها في جعبتك من تلك الحقبة الزمنية الرائعة من حياتكم ؟
نعم … أنهاذكريات عظيمة لن تزول عن الذهن لأنها حدثت في أوقات كان التعليم في بدايته بالمملكة و عايشت مديرية المعارف و لقد كان التعليم في ذلك الوقت يحتاج إلى جهود جبارة لإيصال المعلومات إلى الطلبة و ذلك لعدم وجود وسائل و مستلزمات التعليم كما كان للمعلم شخصية مميزة و مكانة و مقام و أحترام لدى الطلبة و أولياء الأمور .
و هل لمستم الوفاء من أبنائكم الطلبة ؟ و هل لنا بمثال على ذلك ؟
نعم … كان ولا يزال الأتصال من قبل بعض الطلبة المتميزين كما أن هناك زيارات و دعوات في مناسبات مختلفة من قبلهم .

كونك رجل أكاديمي، ما رأيك بأساليب التربية و التعليم قديما” و الآن ؟
لقد ذكرت سابقا” أن التعليم سابقا” يحتاج إلى جهد كبير من المدرس في البحث و الإعداد و تحضير المعلومة لإيصالها إلى الطالب أما الآن فجميع وسائل التعليم في متناول المدرس و يستطيع الحصول عليها بكل يسر و سهولة و بدون عناء حيث أن جميع الإمكانيات و الوسائل متوفرة و كذلك الأمر بالنسبة للطالب .
تميزت شخصيتكم أثناء عملكم بالحزم و الإنضباط، فهل كانت ظروف العمل تستدعي ذلك، أم هي طبيعة شخصيتكم في جميع أمور الحياة ؟
إذا كان هناك تميز فهو الواجب الديني و الإنساني يتطلب الإخلاص و تأدية الواجب قدر المستطاع ولا اعتقد أن الإنسان المخلص يصعب عليه الأنضباط في العمل و الإخلاص فيه .
الكثير من الطلبة يأخذون مواقف معادية من معلميهم و لكن بعد التخرج و الأنخراط في الحياة العملية يتضح لهم سوء الفهم و ينقلب هذا لإالى أحترام و تقدير و عرفان بالجميل، هل لمستم هذا من أحد أبنائكم الطلبة ؟

لقد لمست من جميع الطلبة الذين كان لي الشرف في تعليمهم كل الود و الأحترام و التقدير و لقد أتضح ذلك لي عندما تقاعت من العمل حيث أقام ما يقارب (200) طالب حفل تكريم لي في أحد مخيمات الجبيل الصناعية مما بعث ذلك في نفسي السرور و الفخر بهم حيث عبر لي جميعهم عن شكرهم و تقديرهم لفترة إشرافي عليهم بالمدرسة .
هل سبق و أن اتخذتم قرارا” ما خلال مسيرتكم التعليمية، ثم أتضح لكم خطأ هذا القرار فيما بعد ؟ فكيف تصرفتم إزاء ذلك ؟
أعتدت أثناء عملي في الإدارة المدرسية مناقشة زملائي المعلمين في جدية أي قرار و مدى تأثيره على العمل و ذلك تلافيا” قدر الإمكان من سلبيات تطبيقه أو الخطاء في تنفيذه أما بالنسبة للقرارات الخاطئة فمن الطبيعي أن الإنسان تصادفه في حياته اتخاذ قرارات ثم يتمنى لو اتخذ فيما بعد قرارات ذات نتائج أفضل و دائما” يستفيد الإنسان من جميع التجارب التي يمر بها في عمله .

ما رأيكم بشخصية المدير في الوقت الحالي عن السابق ؟
مدير المدرسة هو قائد تربوي ينبغي أن يشارك في العملية التربوية من خلال الإستفادة من جميع الطاقات المتوفرة لديه البشرية و المادية لخدمة العملية التربوية و كما نعلم تغيرت الإمكانيات و تطور الزمن و أصبحت جميع الوسائل المعينة متوفرة بيسر و سهولة .
كما أن جميع الظروف المحيطة بالعملية التعليمية قد نالت أيضا” نصيبها من التغيير لذا أصبحت مسئوليات مدير المدرسة كثيرة و متعددة و يتطلب ذلك جوانب أخرى يجب أن تتوفر في شخصية المدير و هنك فروق فردية بين مدير و آخر في تنفيذ المهام الموكلة له سواء في السابق أو الوقت الحالي تعود لعدة عوامل منها شخصية المدير و مدى إخلاصه و أمانته و تحمل مسئولياته و تمكنه من عمله و مهامه و القدرة على ممارسته .
من برأيكم القيادي المميز ؟
القيادي المتميز هو الذي يخاف الله و لديه القدرة على قيادة العملية التربوية إلى بر الأمان و يحقق الأهداف و الغايات في ضوء استغلال جميع الإمكانيات المتاحة .
في حياتكم العملية لا بد و أن مررتم بمواقف طريفة مع الطلبة، هل تتذكرون تلك المواقف و من أبطالها ؟
المواقف في عملية التعليم كثيرة لأن الإنسان يمر على أجيال مختلفة من الناحية البيئية و الثقافية و لكثرة تلك المواقف لا أستطيع التميز فيها و ذلك لطول مدة الخدمة و إختلاف البيئات التي عملت بها و كذلك الزمن ؟
نصيحة منكم كأب لأبنائنا الطلبة في الوقت الحالي ؟
أنني أتوجه إلى أبنائي بهذه النصيحة و هي الجد و الأجتهاد و المواظبة على الحصص و الإستفادة منها بمعنى الكلمة و البحث عما هو متوفر من الإمكانيات المفيدة لإثراء المعلومة و البعد عن الكسل و الإنحراف و الإتكالية فالعلم هو سلاح بناء المستقبل.
ونصيحة آخرى كمدير و قيادي متميز للمدراء في مدارس رحيمة .
– أرجوا من أخواني و أبنائي مدراء المدارس مراعاة الله أولا” في عملهم و الأمانة الموكلة لهم و الجد و الإجتهاد في سبيل تحقيق الأهداف و المحافظة على الطلبة ليكونوا نواة المستقبل في أعمار هذا البلد الغالي و رقيه .
مع شكري و تقديري و تمنياتي للجميع في هذا الموقع .
و نحن بدورنا نشكر للأستاذ الأب جاسم بن محمد الأنصاري سعت صدره و للصراحة المعهودة منه رافعين أكفنا بالدعاء لله عز و جل له بالصحة و التوفيق في حياته القادمة






فيديو حفل تكريم أهالي راس تنورة للأستاذ جاسم الأنصاري