رحيمة

حادث عام 1989 على طريق راس تنورة صفوى

 

مرت على العقيد فهاد السبيعي مدير مرور رأس تنورة الأسبق الكثير من الحوادث المرورية التي شاهدها خلال مسيرته المهنية الطويلة لكنه يقول بأنه لم ولن ينسى حادثا واحدا مازال يتذكر جميع تفاصيله بدقة رغم مرور أكثر من 30 عاما على حدوثه ..
يروي لنا العقيد فهاد تلك التفاصيل المثيرة وكأنها حدثت بالأمس:
وقع حادث مروري على طريق صفوى رأس تنورة
نزلت مُسرعاً أنا ومن معِي لإنقاذ تلك العائله وقد كانت السياره في بداية إشتعالها .. وكنت أحث المُنقذين بالإسراع بإخراج المصابين أخرجنا الأم ومن ثم الأب بصعوبه بسبب كسر في قدمه .. عندها أشتعلت السياره بأكملها .. وكان من ضمن المُنقذين رجل بريطاني
رأى بُكاء الإم بحرقة وإندفاعها نحو السياره المُشتعلة لإنقاذ ابنها ، وعلم أن هناك طفلين بالسيارة في الخلف

كسر الزجاجة الخلفية وخلع قميصُه وقام بلفه على وجهه وزحف داخل السيارة المشتعله وأنقد الطفل الاول ومن ثم عاد ليخرج الطفل الثاني الرضيع الذي لم يبلغ عامه الأول وقد كان عالق تحت المقعد ولم يستطع الخروج أخذت شماغ شخص بجانبي وقمت بسحب الرجل البريطاني من قدمه حتى خرج ، أقتربت من الرجل لإطمن عليه ولاحظِت أن القميص لم يستطع حمايه يديه ووجه فقد أصيب في حروق كبيره..أخذت هذا الشجاع البريطاني المصاب بالحروق الى مستشفى أرامكو ..

كان أسم الرجل الشجاع تيد دسكي وهو بريطاني الجنسية يعمل في شركة سيكيكو ..

مكث في المستشفى شهرين لعلاج حروقه،وسافر لبريطانيا لإكمال علاجه وعندما تشافى وعاد إلى السعوديه قامت شركة سيكيكو بتكريمه في حفل وكنت حريص على أن أشارك في هذا الحفل ،
مازلت حتى اليوم أتذكر ملامح وجه ذلك الرجل الشهم ، هذه القصة خير مثال على أن النبل وحب الخير والشهامة ليست مرتبطة.