رحيمة
” والله لو عندي ١٠٠ ريال لدفعتها عنك”.
قالها رجل المرور للأخ محمد الفيحاني وهو يتصبب عرقا بسبب الخجل الذي اعتراه بعد أن اكتشف أنه قد سجّل، خطأً، مخالفة وقوف خاطئ في شارع ٤٩!
يقول محمد الفيحاني الذي يعاني من إعاقة: لم أجد موقفا لسيارتي. درت بسيارتي عدة مرات بحثا عن موقف قريب ولكني لم أجد. لم يكن هناك أي موقف مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، فاضطررت للوقوف وراء إحدى السيارات كي أكون قريبا من البنك حيث أريد إجراء عملية تحويل مالي مهمة.
شاهدت سيارة المرور تقف وراء سيارتي ولم أهتم كثيرا لأنني توقعت أن يشاهد رجل المرور علامة الإعاقة الكبيرة الملصقة على زجاج سيارتي الخلفي، ولكنه لم يشاهدها فسجّل المخالفة إلكترونياً بالجوال وغادر المكان.
ذهبت مسرعا وركبت سيارتي بصعوبة وانطلقت وراءه حتى توقف، وتعمدت الوقوف بسيارتي أمامه حتى يشاهد الملصق. وبالفعل شاهده هذه المرة ولكن بعد فوات الأوان، فما أن نزلت من سيارتي حتى بادرني قبل أن اتكلم: “أعتذر منك لم أشاهد الملصق، سامحني.. والله لو عندي 100 ريال لدفعتها عنك”.
محمد عبدالله الفيحاني
لا نلوم رجل المرور ولكن نلوم المسؤول الذي سلب حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وكأنه لا يعترف بوجودهم!
منذ أكثر من 50 عاما واسم السوق عند أهالي رحيمة شارع 48 و49 (سوق الرجال وسوق الحريم)
وهم الشارعان الرئيسيان الأكثر ازدحاماً وحركة في المحافظة، ورغم ذلك لا يوجد فيهما موقفا واحدا لذوي الاحتياجات الخاصة!
كيف استمر هذا الإهمال طوال نصف قرن وهل سيستمر أيضا؟!!
أماكن كثيرة في رأس تنورة بدون مواقف لذوي الاحتياجات الخاصة..
مجمع رام الطبي ، مطاعم شهيرة ومحلات كبرى في شوارع رئيسية لا تُخصص بالقرب منها مواقف لهم!
أليسوا أفرادا أعزاءً في مجتمعنا؟
أبسط حقوقهم علينا أن يحصلوا على مواقف خاصة بهم وهذا واجب ملح على المسؤولين في ظل الدعم الكبير الذي تقدّمه الدولة لأفراد هذه الفئة العزيزة على قلوبنا.
