الشرقية

الجبيل.. طريقا الدمام وأبو حدرية «معاناة متجددة»

عطيه الزهراني – اليوم

يعاني طريقا الجبيل – الدمام، والجبيل – أبوحدرية، من الإهمال الواضح، ويعتبر الطريقان شريانين يربطان الجبيل بأغلب المدن القريبة منها، فالطريقان يعانيان من التشققات التي أحدثتها الشاحنات عالية الحمولة، وهبوط الطبقة الأسمنتية؛ مما يؤثر في توازن المركبة وتقع الحوادث المميتة.

» جهة رقابية

يقول المهندس خالد الغامدي: أنا من السالكين باستمرار لطريق الجبيل – الدمام، وأيضا الجبيل – أبو حدرية، وأشاهد باستمرار ترقيع الخط ونزول طبقة الأسفلت وسؤال يتكرر في ذهني عند مروري.. هل العمل مطابق للمواصفات؟!.

وهل هناك جهة رقابية محايدة تتابع مدى ملاءمة العمل مع المواصفات، وهل الطريقان مصممان للأحمال الثقيلة أي مرور التريلات (الشاحنات)، فعدد السيارات المارة من الخط ربما يكون كبيرا جدا يفوق تحمل الخط، وبالتالي نحتاج خطا آخر بديلا وإيجاد الخط الموازي الجبيل – الدمام أولا، وتحويل التريلات عليه، ومنعها من المرور في الخط الحالي، وإجبار الشركات على استخدام الباصات الجماعية لركاب شركاتهم مثل سابك وأرامكو؛ لتخفيف الضغط.. أسئلة واستفسارات كثيرة للمسؤولين.

» تحويلات مزعجة

وأضاف فيصل الظفيري بقوله: كثيرا ما كنا نفرح عندما نشاهد أعمال صيانة أو تجديدا للطريق الدولي السريع «أبو حدرية» أو طريق الجبيل – الدمام، وكنا نتحمل التبعات المزعجة نتيجة للتحويلات الكثيرة الطويلة، على أمل أن تنتهي ونسعد بطريق سليم يمتد لسنوات قادمة، ولكن الشيء المؤسف حقا أنه بعد أشهر قليلة يعود الطريق لحالته السابقة، بل أسوأ منها.. فنرجو من المسؤولين زيادة الاهتمام بهذه الطرق، التي تعتبر شريانا محليا ودوليا يسلكه الآلاف بشكل يومي، مسببا لهم خسائر في الأرواح والممتلكات؛ بسبب رداءة الطريق، وافتقاره للسلامة؛ نتيجة للتشققات والحفر التي نتفاجأ بها.

» عدة محافظات

وأشار المهندس محمد آل مطير إلى أن طريق الدمام – الجبيل، وطريق الجبيل – أبو حدرية طريقان حيويان على مدار ٢٤ ساعة؛ لأنهما يرتبطان بعدة محافظات على طول الشريط الشرقي وصولا إلى دولة الكويت، ويحتاجان مزيدا من أعمال الصيانة والمتابعة والتطوير ليكونا من خمسة إلى ستة مسارات تسهل على سالكيهما القيادة بأمان، ويخصص مسار للشاحنات، ونحتاج تكثيف جهات أمنية ومراكز إسعاف؛ بسبب وقوع حوادث مميتة، كما نود تنبيه فرع وزارة الطرق بالشرقية بإعادة هندسة الطرق السريعة.

» عوامل مشتركة

وأوضح خالد الصفيان، أن هناك عوامل مشتركة ومتشابهة تجمع بين الطريقين، اللذين يعدان من أهم الطرق في المملكة، وبالتحديد في المنطقة الشرقية، ويمتد الطريقان من الشمال إلى الجنوب، ويربطان عدة مدن سعودية مثل: «الدمام، والجبيل، وأم الساهك، وسيهات، والقطيف، والخفجي، ومدينة صفوى، وطريق مطار الملك فهد الدولي والنعيرية ورأس الخير»، ولعل من أهم تلك العوامل المتشابهة هي الظروف المناخية والبنية التحتية والمواصفات الفنية والمرافق والمزارع، التي تتواجد في جوانب الطريقين، وقبل كل شيء كثافة مرتادي الطريقين، الذين يقدر عددهم بأكثر من مليوني شخص يعيشون في المناطق التي يمرون عليها، ويعملون في شركات أغلبها في مدينة الجبيل الصناعية، إضافة لكونهما يعدان معبرين مهمين لسكان المنطقة وسكان دول الخليج، حيث إنها يربطان المملكة بدول الخليج، حيث تشير الإحصاءات إلى أن عدد السيارات السعودية، التي تعبر الطريقين يقدر بأكثر من 100 ألف سيارة يوميا. وبعد كل هذه المعطيات، فنحن بحاجة لتكاتف الجهات ذات الاختصاص، والتحرك بشكل عاجل، وأقترح تكوين فريق عمل مشترك من تلك الجهات يعنى بوضع الحلول العاجلة لهذين الطريقين من حيث ترميم التصدعات والتشققات على أسطح الطرق وتكثيف الدوريات المرورية والأمنية في ساعات الذروة لتفادي أي ارتدادات للسيارات من جراء زحام المركبات، والعمل على رصد الحالات المخالفة، وسرعة التعامل معها، ويقوم الفريق أيضا بدراسة حالات الطريقين والرفع بالتوصيات كخطة لمشروع مستدام على المدى البعيد، ويكون وفق المواصفات العالمية، ويراعى الظروف والأجواء المحيطة بالطريقين، ليس على مستوى الطريقين فحسب، بل أيضا مداخل ومخارج الطريقين والمحطات الخاصة بالوقود ودراسة نسبة المياه الجوفية، وغيرها من العوامل الجوية من شدة حرارة الجو أو كثافة الضباب في غالبية أوقات تغيير الفصول، إذا أردنا أن نضع حلولا مستدامة لهذين الطريقين فلا بد أن نعيد تخطيط وتنفيذ ومتابعة الطريقين للمحافظة على سلامة الأرواح البشرية والممتلكات.

» حوادث مميتة

وأشار المهندس سلامة الرشيدي إلى أن أكثر ما يضايق المسافرين على طريق الجبيل أبو حدرية التشققات والحفريات الموجودة على امتداده، التي تسببت في العديد من الحوادث المميتة، ونجد بعض المناطق التي تظهر فيها التشققات نفذت وفقا لأفضل المواصفات الهندسية وهي مجهزة بكافة التسهيلات، كما أنها مرتبطة ببعضها بتصميم هندسي يسهل الحركة والتنقل بين مناطقها بكل انسيابية، حيث خصصت الهيئة الملكية طريقا خاصا بالحمولات زائدة الأحجام والأوزان فقط لنقل المواد من المنطقة الصناعية إلى الميناء الصناعي، تختلف في تصميمها الظاهري والإنشائي عن الطرق المخصصة للمركبات، ومع ذلك لا نجد أي اهتمام من الجهة المختصة لصيانة هذا الطريق، الذي يعتبر معبرا مهما جدا يربط المدينة بالمدن الأخرى، ونتطلع إلى إيجاد صيانة وفرقة صيانة مستمرة ومراقبة لمختلف الطرق، خاصة الرئيسة لمتابعة أي انخفاض أو تشقق في الطريق؛ لتفادي الحوادث بسبب انخفاض الأسفلت واتساع التشقق.

» تنسيق ومتابعة

وقال أحمد السويدي: عندما تنتقل إلى طرق وزارة النقل من طرق الجبيل الصناعية تشعر بالمأساة من عدم تنسيق ومتابعة، خاصة الطرق الجانبية للتريلات (الشاحنات)،

إضافة إلى تواجد المركبات الكبيرة، ونتطلع لمنع دخول المركبات من أطراف الطريق، ومتابعة السياج الذي يمنع الحيوانات من الدخول، حيث إن بعض الطرق تكون مفتوحة، ونطالب بتنفيذ الطرق وفقا لأفضل المواصفات الهندسية وتجهيزها بكافة التسهيلات؛ مما يسهل الحركة والتنقل بين مناطقها بكل انسيابية.

» شبكة متكاملة

وتمنى السويدي تطبيق تجربة طرق الجبيل الصناعية في هذا المجال، حيث تعد نموذجا، ونتمنى أخذ هذه التجربة بتوفير شبكة نقل متكاملة في طريق الجبيل – الدمام والجبيل – أبو حدرية، وتشمل جميع الأنماط وتتميز بالسلامة والانسيابية والكفاءة من أجل تحفيز وتعزيز التنمية الاقتصادية للمنطقة الشرقية، والتخطيط السليم لما ينفذ من طرق، والاستعداد للأعمال الطارئة والمفاجئة قبل حدوثها، ومباشرة أي عمل طارئ وتطبيق خطة الطوارئ لحل المشكلات أثناء حدوثها بشكل سريع وحصرها لإيجاد الحلول الهندسية الدائمة.

» النقل لا ترد

«اليوم» تواصلت مع المتحدث الرسمي للطرق منذ حوالي شهر، وتم تحويلنا إلى مدير عام فرع وزارة النقل بالمنطقة الشرقية، وإلى تاريخ مثول التحقيق للنشر لم يصل لنا رد.

أعمال الصيانة «محدودة» وغير مطابقة للمواصفات

مطلوب إعادة تخطيط وتنفيذ الطريقين للمحافظة على الأرواح